سياسية
الدكتور الصديق حفتر يدعو إلى نبذ التنصير ومحاربته والى التمسك بهويتنا الإسلامية


في حدث مهم شهدته ليبيا اليوم، قامت بتنظيمه وزارة الداخلية وركز على “موضوع التنصير” وأبعاده على المستوى المحلي والمجتمعي والديني، وأبرز الإجراءات والخطوات الواجب إتباعها حيال الحد من هذه الأبعاد والمخاطر، وكان نجم الحضور الدكتور الصديق خليفة حفتر الذي ركز في كلمته على هذه النقاط مضيئا على الكثير من جوانبها التي لا تنسجم ولا تتوافق مع طبيعة المجتمع الليبي واصفا إياها بالفتنة وداعيا إلى الدفاع عن هويتنا الإسلامية وعن ديننا الحنيف والموروث الحضاري الإسلامي، يدا بيد مع أبناء الجيش الوطني والأجهزة الأمنية كافة .
الدكتور حفتر كان يتحدث أمام شخصيات سياسية ودينية ومجتمعية وأمنية وعسكرية بارزة وجاءت كلمته على الشكل التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي ، أخوتي ، أعزائي في الله،
أبناء شعبنا المؤمن المسلم العظيم :
إنّها لحظة فارقة الاقيكم ، وأوجّه لكم كلماتي هذه ..
عربون حبّ ومعزّة وتقدير لكم، وفخرٌ بكم ..
أنتم شعب وطني العظيم ، بُناة مجد وحضارة، وحماة أمّة وعقيدة ودين .
يشهدُ التاريخ بملاحم أجداد عُظماء أبطال، فدوا وطنا وأُمة وديناً بأرواحهم وأغلى ما عندهم ..
يقول المولى -عزّ وجل- في مُحكم تنزيله : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلَامُ).
يقول كذلك جلّ جلاله : ( إنّا نحن نزّلنا الذكر، وإنّا له لحافظون ) .
أخواتي ، أحبائي… ..
توالت وتكاثرت في المدة الأخيرة. المحن على أُمتنا ، وأحسبُ أنّ الأُمة بأسرها في محنة ليس لها كاشف إلا الله ، حروب وعداوات وفتن وحملات تنصير وزرع الأفكار الهدامة من الخلد و الشذوذ والمثلية ..
بل تمادت الاستفزازات إلى حدود حرق القرآن الكريم والتنكيل والترهيب بأبناء أُمتنا أُخوة لنا في الدين بتهجيرهم وحرق بيوتهم ومساجدهم واٌعتداء عليهم ..
واليوم وطني، بلدي الحبيب أصبح هو الآخر مستهدفاً في وحدته وانتمائه وهويته ودينه من خلال حملات التنصير .
إنّ البحر يلفظ الحوت الميّت،
وليبيا بلدُ المليون حافظ لكتاب الله، بلد التوحيد وموطن الدين السمح المعتدل لا خوف عليها .
سيرفض شعبنا هذه الفتن، سيكون الشرفاء من أئمتنا ودعاتنا وشيوخنا بالمرصاد لهذه المؤامرة، التي تخطط بأن تُرغم الدولة الليبية على السماح بإضافة الديانة المسيحية كديانةٍ ثانية !.
إخوتي الأعزاء، بني وطني الأوفياء ..
إنَّنا جميعاً مطالبون بالتحرُّك ضد هذه الفتنة، وهذه الأجندة السياسية من خارج الوطن لا تستهدف فقط ثرواته إنمّا هويتهُ وثقافتهُ، ألا وهي التنصير ومواجهة ذلك بشكل حازم، والتأكيد على أهمية الحفاظ على هويتنا وانتمائنا لأمتنا الإسلامية وتاريخ وطننا وحضارته والدفاع عنها.
كما يجب علينا جميعاً اليوم الوقوف معاً لكبح هذه الظاهرة الخطيرة، بالتعبئة ونشر الوعي ودعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بكافة مكوناتها للتصدي لأعداء الدين الإسلامي والوطن ، والحفاظ على فطرة ديننا الحنيف .
نحن اوفياء لرسالتنا و لواجبنا ، نصرة ديننا الحنيف ، لا زلنا وسنبقى على عهدنا ومبدئنا؛ وهو الوقوف بجانب أهلنا وأمتنا، وكما تعلمون، ففي الفترات السابقة توجهنا دعما ومساندة وبكل صدق وجد لكلِ جهة تقوم بدورات دينية ومسابقات قرآنية، و في هذا السياق أُبشِّر إخوتنا المسلمين جميعًا ، وأهلَ مدينة بنغازي خاصةً ؛ بأنني سأقف على افتتاح منارةٍ دعوية داخل المدينة سيقصدها الجميع، وليس أبناء وطننا الحبيب فقط، بل وستكون منارة لأبناء أمتنا من جميع أنحاء العالم – كما وعدتكم في السابق- بأن ليبيا ستكون أرض أمان ومحبة وتسامح وجهة خير لكلّ المسلمين عامة .
في الختام، أدعو الجميع إلى التضامن والتآزر والتعاون في مواجهة هذه الفتنة أي” التنصير” ، والدفاع عن هويتنا الإسلامية، وأن نكون دائماً على استعداد للدفاع عن ديننا الحنيف وموروثنا الحضاري الإسلامي، يداً بيد مع أبناء جيشنا الوطني وأجهزتنا الأمنية كافة .
فليبيا ليست فقط مستهدفة في نفطها وفي ثرواتها الطبيعية، وإنمّا أيضاً مستهدفة في هويتها ودينها .
أما ديننا فكان وسيبقى دين تسامح، دينٌ يقبل الأقليات ويقبل الجميع وكذلك دينٌ ينبذ كل دعاة الخلل بالنظام العام.
شكراً لكم.
إبنكم وخادم دين الله : الصديق خليفة بالقاسم حفتر .
جدير بالذكر أن المشاكل التي تواجه الإسلام عديدة ومتنوعة ، ولكن أكبرها وأكثرها تهديدا هي مشكلة “التنصير”، فالتنصير تلك الظاهرة التي تفشت في عالمنا الإسلامي وترعرعت جذورها جنبا إلى جنب مع الأزمات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والفوضى السياسية، والتي لطالما كانت المنفذ الأمثل، والمرتع الخصب الذي تنشط فيه الدوائر التنصيرية التي تستغل مثل هذه الأوضاع وتسخر لها كل الوسائل الممكنة من أجل تنصير الشعوب الإسلامية.
كما تقوم ببذل جهود حثيثة من أجل ابتكار أساليب ووسائل مختلفة في شتى المجالات لتمكين المعتقدات النصرانية ، بعدما تعذر عليها ذلك أثناء تواجدها في تلك البلدان في دوراتها الاستعمارية.
وقد حرص د. حفتر على التنبيه من المؤامرة التي يدبرها أعداء الإسلام للنيل من صرح هذا الدين وإلى مخططاتهم التي ينسجونها ليلا نهارا لإطفاء شعلة الإسلام . ويكفي النظر والتأمل بما يحدث من تقسيم للمقسم وتجزئة للمجزأ ، ومن فتن ومحن تعصف بالأمة الإسلامية وبما يحدث لشبابنا الذين يبتعدون يوما بعد آخر عن تعاليم الإسلام وتعاليم نبيه سيدنا محمدا لنتلمس بذرة من البذور التي زرعها المنصرون ليصدوا المسلم وليخرجوه من دينه، فترى اليهود والنصارى يعملون جاهدين لإخراج المسلمين من إسلامهم بصورة أو بأخرى، وهذا ما شدد عليه د. حفتر داعيا إلى وجوب التنبه لمخاطره علينا وعلى جيل اليوم وجيل المستقبل ، اليوم وغدا وبعد غد .
