Connect with us

أخبار ليبيا

مواكبة التكنولوجيا الحديثة وقدرتها على النهوض بليبيا

شهِدَ القرنُ العشرونَ أولَ ظهورٍ فعليٍّ لمفهومِ التكنولوجيا بصيغتِهِ المُتعارَفِ عليها اليوم، وبدأتْ مع مرورِ الوقتِتتطوّرُ وتجذبُ اهتماماتِ دُوَلِ العالَمِ، حتى باتَتِالتكنولوجيا إحدى أهمِّ ركائزِ الدولةِ المعاصرةِ. أما الدولُالتي تفتقدُ التكنولوجيا، فيُنظَرُ إليها على أنها دولٌ متخلفةٌ.وتستمرُّ التطوراتُ التكنولوجيةُ في النموِّ بسرعةٍ ملحوظةٍ، ما يجعلُ منَ الصعبِ إنكارَ تأثيرِها في العالَمِ.

منَ الواضحِ للعِيانِ أنَّ التكنولوجيا أحدثَتْ تغييراتٍ جذريةًفي العديدِ منَ الصناعاتِ، وأوجدَتْ أسواقاً جديدةً. لذا، تُعَدُّ الثورةُ التكنولوجيةُ أمراً بالِغَ الأهميةِ في تعزيزِالتنميةِ الاقتصاديةِ، وخصوصاً في البُلدانِ الناميةِ.

وتعملُ التكنولوجيا مع كلِّ ما يُرافقُها من تطوُّرٍ على تحسينِ الكفاءةِ والإنتاجيةِ، وهي تعزِّزُ المنافسةَ والابتكارَ، وتُوفِّرُ فرصَ العملِ لملايينِ الأشخاصِ في جميعِ أنحاءِالعالَمِ. صحيحٌ أنّ التكنولوجياتِ الرقميةَ تطوّرَتْ بسرعةٍتفوقُ أيَّ ابتكارٍ مُعاصِرٍ، بحيثُ وصلَتْ إلى أكثرَ من سكانِ العالَمِ النامي في عقدَين منَ الزمنِ، وأحدثَتْ تحوُّلاً في المجتمعاتِ، وإلا فإنّه من خلالِ تعزيزِ الاتصالِالإلكترونيِّ وإمكاناتِ الوصولِ إلى الخِدماتِ التجاريةِوالعامةِ، يُمكِنُ أن تُمثِّلَ التكنولوجيا عامِلاً كبيراً في تحقيقِ المُساواةِ.

يعوِّلُ الدكتور الصدّيق حفتر على لحاقِ ليبيا بالتطوّرِالتكنولوجيِّ الحاصِلِ في الدولِ المتقدّمةِ كافةً، مشيراً إلى اعتمادِ الدولةِ الليبيةِ على الدولِ الأخرى والخِبراتِ الأجنبيةِفي هذا المجالِ بشكلٍ كبيرٍ، وإلى ضرورةِ “اتخاذِ خُطُواتٍفعليةٍ لتنفيذِ خطةٍ استراتيجيةٍ مُحدَّدةِ الأهدافِ والزمنِللعملِ على نقلِ المعرفةِ العلميةِ الحديثةِ أو التكنولوجيةِ في مختلفِ المجالاتِ، وتوطينِها داخلَ أرضِ الوطنِ، وتأهيلِكوادرَ علميةٍ تكونُ هي الركيزةَ لذلكَ، بدَلاً منَ العناصرِالأجنبيةِ”.

في قطاعِ الصِّحةِ، على سبيلِ المثالِ، تساعدُ التكنولوجياتُالرائدةُ التي يدعمُها الذكاءُ الاصطناعيُّ في إنقاذِ الأرواحِوتشخيصِ الأمراضِ وإطالةِ العُمُرِ المتوقَّعِ. وفي مجالِالتعليمِ، يسَّرَتْ بيئاتُ التعلُّمِ الافتراضيِّ والتعلُّمِ عن بُعدٍإمكانيةَ الالتحاقِ بالبرامجِ لطلابٍ كانوا سيتعرّضونَ من دونِها للاستبعادِ. ولا يُمكِنُ تجاهلُ سهولةِ الحصولِ على الخِدماتِ العامةِ بفضلِ التكنولوجيا أو المساعَدةِ التي يقدِّمُها الذكاءُ الاصطناعيُّ. 

هنا يلحظُ الدكتور حفتر “كيف تُستخدَمُ اليومَالتكنولوجياتُ الرقميةُ في الدولِ المتطوّرةِ كافةً، من قبيلِتجميعِ البياناتِ وتتبُّعِ المُشكلاتِ وتشخيصِها في مجالاتِالزراعةِ والصِّحةِ والبيئةِ، أو لأداءِ مهماتٍ يوميةٍ مثلِ التعاملِمع حركةِ المرورِ، أو دفعِ الفواتيرِ، ويُمكنُ استخدامُها للدفاعِ عن حقوقِ الإنسانِ، والاستفادةُ منها في مجالاتٍجمّةٍ تُعَدُّ ولا تُحصى”.

لقد حذّرَتِ الأممُ المتحدةُ في تقريرِها خلالَ مؤتمرِها للتجارةِوالتنميةِ (أونكتاد) حولَ التكنولوجيا والابتكارِ، من تفويتِفرصٍ اقتصاديةٍ على البُلدانِ الناميةِ بسببِ عدمِ اللِّحاقِبالتكنولوجيا الخضراءِ، وأكدَتْ أنه سيكونُ لهذهِ الموجةِالتكنولوجيةِ تأثيرٌ هائلٌ في الاقتصادِ العالميِّ، ويجبُ على البلدانِ الناميةِ عدمُ تفويتِهِ والاهتمامُ بالسياساتِوالاستثمارِ في بناءِ القُدُراتِ واتخاذِ إجراءاتٍ استراتيجيةٍطويلةِ الأجلِ لبناءِ الابتكارِ والقُدُراتِ التكنولوجيةِ لتحفيزِالنموِّ الاقتصاديِّ المُستدامِ وزيادةِ قدرتِها على الصمودِفي مواجَهةِ الأزماتِ المستقبليةِ”، فهل تستطيعُ ليبيا مواكبةَالتطوّراتِ التكنولوجيةِ المُتسارعةِ والمتوقَّعِ ألّا تتوقفَ عندَحدودٍ ضيّقةٍ؟