خاص الدكتور الصديق حفتر
حفتر يدعو الى إنهاء العنف ومكافحة التطرّف

تحتاج ليبيا كي تكون دولة قوية الى مقوّمات عدّة وفي طليعتها إنهاء العنف والتطرّف. وليبيا التي لديها مجتمع حي، وتاريخ يضرب بجذوره في الكفاح من اجل تقرير المصير، تعاني ما تعانيه من أجل الوصول الى معالجة شاملة للجذور الاجتماعية والاقتصادية. قد لا يكون سهلاً إنهاء حالة العنف في ليبيا من دون إطلاق حوار شامل بين جميع الأطراف الليبية، لإيجاد حلول سلمية عبر حوارٍ يشمل كل الأطراف السياسية المتنازعة والقبائل والمجتمع المدني. وإذا تحقّق ذلك فإنّه سيصب في مصلحة نجاح “المصالحة الوطنية” وإنشاء عدالة انتقالية تعالج الانتهاكات السابقة وتنهيها بشكل عادل بعيداً عن الأحقاد.
يبدو أن تعزيز الهوية الوطنية يأتي في طليعة الأولويات للنهوض بالبلاد بعيداً عن حالات العنف والفوضى والتطرّف، لذلك يجب العمل على تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية وتقليل الانقسامات القبلية والمناطقية، وليس تفكيك الميليشيات بعيداً عن أولويات الساعين لإنهاء حالة الفوضى والعنف في ليبيا، وفي طليعتهم الدكتور الصديق حفتر الذي يرى “أن نزع السلاح بشكل تدريجي من الجماعات المسلّحة أمر لا بدّ منه مقابل حصولها على حوافز مالية واقتصادية وقبول أفرادها الاندماج في الجيش الوطني بعد إخضاعهم لبرامج تدريب وتأهيلهم كي يتمكنوا من الانخراط بالدولة أو حتى في سوق العمل”.
وإذا كان فرض سيادة الدولة ضرورياً من أجل بناء مقومات اجتماعية متينة لتحقيق دولة قوية خالية من العنف، فإن توحيد الأجهزة الأمنية تحت قيادة مركزية حكيمة مهم أيضاً لمنع الاستقواء على مؤسسات الدولة وأجهزتها، وقد يكون مكافحة الفكر المتطرف أمراً أساسياً مساعداً ، وهنا يشير الدكتور حفتر الى “أهمية إصلاح الخطاب الديني وإطلاق خطبٍ دينيةٍ معتدلةٍ ،ويحثّ وزارة التعليم للإيعاز الى إدارات المدارس والتعليم العالي على إصلاح المناهج التعليمية بما يتناسب مع أسلوب التسامح والحوار وتقبّل الآخر.
ولا تكتمل الصورة من دون الايعاز للإعلام ووسائله جميعاً مرئية ومقروءة ومسموعة ووسائل تواصل اجتماعي، للترويج لثقافة السلام بعيداً عن العنف. ويمكن لبرامج إعادة تأهيل المتطرفين أن تكون عاملاً مساعداً، وهنا يدعو الدكتور حفتر الى “إنشاء مراكز لإعادة تأهيل الأفراد الذين سبق وانخرطوا في الجماعات المتطرّفة وتوفير برامج دعمٍ لهؤلاء ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بسلام وبناء ثقافة الحوار عبر تنظيم حملات توعية لتعزيز التسامح ونبذ العنف”.
قد لا تكون مهمة إنهاء العنف والتطرّف في ليبيا بالأمر السهل، إلا أنه ممكناً إذا توفّرت إرادة سياسية حكيمة وقوية مترافقة مع دعم محلّي ودولي.
