سياسية
المصالحة الوطنية: لنكن يدا واحدة في بناء الهوية الوطنية على أسس المواطنة الحقيقية

تعدّ المصالحة الوطنية من بين أبرز الحلول العملية التي تحقق الإنصاف والعدالة والانطلاق من الحقائق وتجاوز النزاعات وعودة السلم المدني، والتأسيس لنظام عام، يضبط الحياة الاجتماعية والسياسية لأجل مستقبل هادئ ومشجع على العمل المشترك، مع تضافر الجهود الفردية والجماعية لتحقيق التنمية في مختلف قطاعات الدولة .
ومن هنا لا بد من تحقيق مصالحة وطنية مكتملة المعالم، تسير في مساراتها الصحيحة، وتؤتي ثمارها المرجوّة في كل المناطق الليبية وليس في منطقة دون أخرى، وسنعمل مع كل الأفرقاء والإخوة في الوطن كي تدخل حيّز التنفيذ الفعلي، بعد الانتهاء من وضع خطوطها العريضة هذه في أقرب وقت ممكن .
إن الشعب الليبي العزيز هو المستفيد الأكبر من هذه المصالحة ، وستكون فرصة للتلاقي الشعبي، وهي تأتي من أجل ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية، وإشاعة أجواء المحبّة والانسجام بين مكوّناته المختلفة، ولمعالجة الآثار التي تركتها عمليات العنف والإرهاب والفساد الإداري على أجواء الثقة المتبادلة، وتعميم روح المواطنة المخلصة لليبيا التي يتساوى عندها كل المواطنين في حقوقهم وواجباتهم، من دون تمييز على أساس من المذهبية والعرقية والحزبية السياسية .
في الواقع سنحرص مع كل القيادات الوطنية على إنجاح المصالحة الوطنية على المدى المتوسط والبعيد، من خلال العمل المشترك على :
إنجاح سياسات الإصلاح الاقتصادي والإداري، وخلق فرص عمل جديدة، والسعي لتحقيق درجة أكبر من العدالة الاجتماعية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، وتفعيل مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص، الأمر الذي يسمح باستيعاب مختلف القوى والتيارات، وإشراكها في صنع واتخاذ القرارات ورسم السياسات بالطرق السلمية.
تحييد الجيش عن الحياة السياسية، واقتصار دوره على المهام التقليدية الموكلة إليه، وأبرزها الحفاظ على الأمن الداخلي، وحماية التراب الوطني، والدفاع عن السيادة الوطنية، وهذا من شأنه أن يكون عاملا مساعدا في إضفاء الشرعية على السلطة السياسية.
إعادة بناء الهوية الوطنية على أسس المواطنة الحقيقية، وبعيدا عن كل مزايدات أو المصالح شخصية أو الفئوية، وذلك بتفعيل دور المجتمع المدني، ومحاولة غرس ثقافة وطنية واحدة، تسهم في ترسيخ الأمن الفكري في المجتمع .
