أخبار ليبيا
الصدّيق حفتر لقناة BBC: نمدّ أيدينا للجميع من أجل بناء دولة حقيقية.. والمصالحة لا تتحقق من دون عدالة

حلّ الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية في ليبيا، ضيفاً على قناة BBC ضمن برنامج “بلا قيود”، في حوار سلّط الضوء على العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بالمصالحة الوطنية، الواقع السياسي الليبي، وانعكاسات الأوضاع الأمنية على جهود بناء الدولة الليبية.
المصالحة الوطنية.. عدالة قبل المصالحة
وأكد دكتور الصدّيق حفتر خلال المقابلة أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تتحقق من دون عدالة انتقالية، مشددًا على أن المفوضية تعتمد مبدأ العدالة والإنصاف ورد الحقوق كأساس لعملها في جميع ربوع ليبيا. وأوضح أن جبر الضرر والتعويضات مكفولة بالقانون، وأن جميع الحقوق ستُستوفى ضمن إطار قانوني لا يمكن تجاوزه.
وأضاف أن جهود المصالحة لا تستثني أي طرف، حيث تشمل مناطق ليبيا كافة—شرقًا، غربًا وجنوبًا—بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار للجميع.
العلاقة مع حكومة الوحدة الوطنية: يد ممدودة لكن بعيون مفتوحة
وفي اطار حديثه عن العلاقة مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، أكد الدكتور الصديق حفتر أننا نمد يدينا للجميع من أجل بناء دولة حقيقية، لكنه أشار إلى الوضع المتأزم في طرابلس والمنطقة الغربية، معتبرًا أن هذه المناطق تعاني أكثر مما يُصور عنها في الإعلام.
وشدد على أن المصالحة الوطنية ليست مجرد خطوة سياسية، بل عملية شاملة تهدف إلى إعادة بناء الدولة الليبية وضمان استقرارها بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
الملف الأمني وتأثيره على مستقبل ليبيا
كما تطرق الحوار أيضًا إلى التوترات الأمنية التي شهدتها ليبيا مؤخرًا، خاصة في الجنوب الليبي، حيث أكد الدكتور الصديق أن القيادة العامة تحظى بدعم القبائل هناك، وهي مدركة لحجم الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار ليبيا. كما أشار إلى أن العالم يدرك دور القيادة العامة في القضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أهمية ما قام به الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في التصدي لتنظيم داعش ومكافحة الارهاب.
المجتمع الدولي ودوره في إطالة الأزمة الليبية
انتقد الدكتور الصديق حفتر أسلوب المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الليبية، معتبرًا أن القوى الدولية تعاملت مع الملف الليبي من زاوية إدارة الأزمة بدلًا من العمل على حلها، مما ساهم في إطالة أمد المعاناة التي يعيشها الشعب الليبي. وأكد أن الليبيين يرغبون في الاستقرار والعيش الكريم بعد سنوات طويلة من الصراعات السياسية والأمنية.
الطريق إلى المستقبل: تفاؤل رغم التحديات
ورغم التحديات التي تواجه ليبيا، بدا الدكتور الصديق حفتر متفائلًا بإمكانية تحقيق المصالحة الوطنية وبدء التسوية الدستورية، معتبرًا أن الحل الحقيقي يكمن في تقديم مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار، والعمل على بناء دولة قوية تكون قادرة على استيعاب الجميع.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن المفوضية العليا للمصالحة الوطنية تعمل بلا كلل من أجل تحقيق هذا الهدف، وأن الليبيين يستحقون العيش في بلد مستقر وآمن، بعيدًا عن التجاذبات السياسية والصراعات المسلحة.


