الدكتور الصديق حفتر | تغطية شاملة وتحليلات
المصالحة الوطنية في ليبيا: بين إدارة الأزمة وحتمية الحلّ الليبي

لطالما كان الملف الليبي محطّ اهتمام دولي، لكنّ هذا التدخّل لم يكن عاملًا في إيجاد حلّ جذري للأزمة، بل أصبح جزءًا من إدارتها، ممّا عمّق المشهد السياسي والعسكري، وكرّس حالة الجمود بدلًا من دفع مسار المصالحة إلى الأمام. ولعلّ الواقع يؤكّد أنّ الفاعلين الدوليّين تعاملوا مع الأزمة بمنطق التوازنات لا الحلول، ما جعل المصالحة الوطنية رهينة مصالح خارجية متشابكة.
الوقت… الخصم الأكبر
يمضي الزمن سريعًا، وكلّ يوم يمضي في الخلاف يعمّق الهوّة ويزيد من تعقيد المسار السياسي والاجتماعي. لقد بات واضحًا أنّ الانتظار لم يعد خيارًا، وأنّ تأجيل المصالحة يهدّد فرص الاستقرار. إنّ الرهان على الوقت دون تحرّك فعلي، يعكس إصرار بعض الأطراف على استدامة الوضع الراهن، رغم إدراك الجميع أنّ ليبيا لا تحتمل مزيدًا من الانقسامات.
المطلوب الآن هو تجاوز مرحلة الجمود والانتقال الفعلي نحو المصالحة الوطنية الحقيقية، حيث تكون الإرادة الليبية هي المحرّك الأساسي لهذا المسار. يجب أن يتجاوز الليبيون مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة الحلّ الفعلي، عبر لقاءات مباشرة داخل ليبيا، قائمة على التفاهم والتنازلات المتبادلة، وليس على تدخّلات خارجية تزيد من تعقيد المشهد. إنّ تأجيل المصالحة تحت أيّ ذريعة لم يعد خيارًا، فكلّ يوم يمضي دون توافق يكرّس الانقسام ويفاقم الأزمة، ويجعل طريق الاستقرار أكثر صعوبة. المرحلة تتطلّب روحًا وطنية صادقة، بعيدًا عن الحسابات الضيّقة التي أخّرت هذا الملف طويلًا. في هذا السياق، يسعى الدكتور الصدّيق حفتر جاهدًا لاستكمال ملفّ المصالحة بما يتوافق مع الجميع، واضعًا مصلحة ليبيا فوق كلّ اعتبار، ومؤمنًا بأنّ الحلّ يجب أن يكون ليبيًّا خالصًا يُرسي دعائم الوحدة والسلام.
