Connect with us

أخبار ليبيا

الثقافة.. نافذة ليبيا نحو التئام الجراح وبناء وطن واحد

في خضمّ ما عانته ليبيا من انقسامات ونزاعات، وإلى جانب العمل السياسي الفاعل للوصول إلى إنتخابات رئاسية وتشريعية ومصالحة شاملة، يبقى السؤال مطروحًا: هل بمقدور الثقافة أيضاً أن تكون مفتاحًا للحلول والمصالحة المنشودة؟

لا يمكن الحديث عن ليبيا من دون التطرق الى تاريخها العريق وتعدّد أعراقها. فمن البحر إلى قلب الصحراء، تتجلى ليبيا كلوحة فنية تجمع العرب، الأمازيغ، التبو والطوارق، ولكل منهم ثقافته الخاصة من الفنون والتقاليد واللغة. وهنا  تأتي المبادرات الثقافية التي يدعمها الدكتور الصديق حفتر لتعزز التقارب بين المكونات المختلفة، من خلال تشجيعه الأنشطة الثقافية والأدبية والشعرية، لترسيخ مفهوم أنّ الثقافة هي جسر للتواصل وليست عاملًا للتفرقة.

وهنا يأتي دعم المفوضية العليا للمصالحة الوطنية للمبادرات الثقافية ليكون خطوة أساسية نحو بناء هوية وطنية جامعة، حيث شهد الجنوب الليبي عدة فعاليات ثقافية بمشاركة الطوارق والتبو، لتعزيز الانسجام الاجتماعي عبر الفنون والموروث الثقافي المشترك.

ليبيا ليست الوحيدة التي تواجه التحديات بسلاح الثقافة، فجنوب إفريقيا وظفت الفنون والموسيقى والأدب لنشر قيم العدالة بعد انتهاء التمييز العنصري، وفي رواندا ساهمت المهرجانات والحكايات الشعبية في تجاوز آثار الإبادة الجماعية. إدراكًا لأهمية هذه التجارب، حرص المفوضية العليا للمصالحة الوطنية على دعم الفعاليات الثقافية والفنية التي تعزز قيم المصالحة، والتي تعكس تنوع ليبيا الثقافي وترسخ قيم التعايش السلمي.