أخبار ليبيا
الفن والثقافة.. جسرٌ يعبرُ فوقَ الجراح ليصلَ القلوب ببعضها البعض

في مسيرة ليبيا نحو السلام والتعافي، تبرز شخصيات تضع الثقافة والفن من ضمن أولوياتها كقوة ناعمة قادرة على ترميم ما هدمته السياسة والحروب.. من بين هؤلاء، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، الذي لم يتوانَ عن دعم الفنون والتراث والمبدعين في مختلف مناطق البلاد، واضعًا رؤية وطنية تؤمن بأن المصالحة لا تكتمل دون أن يكون للفن والثقافة دور فاعل فيها.
لا ننسى كلمته خلال جائزة الهلال الذهبية التي أُقيمت في بنغازي عام 2025 برعايته، حيث عبّر الدكتور حفتر عن فلسفته العميقة تجاه الفن، قائلًا:
“الفن هو الروح التي تجمع، هو اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، هو الجسر الذي يعبر فوق الجراح ليصل القلوب ببعضها البعض.. لطالما كان الفن صوت الشعب، وكان الفنان شاهداً على همومه، وحين يتحدث الفن عن المصالحة فإنه يُعيد ترتيب القلوب، يُهدّئ الأرواح، يُذكّرنا بأننا أبناء وطن واحد تجمعنا المحبة قبل أي شيء آخر.”
هذا التصريح لم يكن مجرّد خطاب، بل يعكس رؤية تُترجم على أرض الواقع من خلال مبادرات ومشاركات فعالة لدعم المشهد الثقافي الليبي.
كما لا ننسى في الجنوب الليبي، رعى الدكتور حفتر فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان غات السياحي الدولي، وتحديدًا فعاليات المدينة القديمة “البركت”، التي تُعد من أبرز رموز الموروث الثقافي الليبي. حضور الدكتور حفتر إلى جانب عدد من الشخصيات العامة من مختلف المدن الليبية، كان رسالة قوية مفادها أن الهوية الليبية تتجلى في تنوعها، وأن الثقافة هي لغة المصالحة التي لا تحتاج إلى مترجم.
ومن خلال دعمه المتواصل لمهرجانات وأحداث ثقافية متعددة في مختلف المناطق الليبية، يؤكد الدكتور الصديق حفتر أن الثقافة هي الوسيلة الأعمق تأثيرًا في بناء التفاهم والتسامح. ومن خلال الفن، يمكن للمواطن الليبي أن يرى في الآخر شريكًا في الهمّ والذاكرة والمستقبل، لا خصمًا.
فبدعمه المتواصل للمبادرات الثقافية، يقدّم الدكتور الصديق حفتر نموذجًا جديدًا للقيادة الوطنية التي تدرك أن المصالحة لا تُفرض بالقوة، بل تُبنى بالحوار، وتُغذّى بالفن، وتترسخ بالثقافة. وهو بذلك لا يدعم الفنانين فحسب، بل يكرّس رؤية تؤمن بأن الثقافة هي الحاضن الأكبر للمصالحة، والضامن الأعمق لبناء ليبيا التي نريدها.
