أخبار ليبيا
القبائل الليبية ومشايخها.. دعامةُ التماسكِ الوطنيّ وأساسٌ في بناء ليبيا

في ليبيا، لا يمكن فصل التاريخ عن القبيلة، ولا فهم المجتمع دون المرور عبر أبوابه القبلية، فالقبيلة الليبية لم تكن يومًا مجرد مكون اجتماعي بل حاضنة الهوية، وحافظة السلم الأهلي، فبين كثبان الصحراء وقمم الجبل الأخضر وسهول الغرب، نشأت القبائل، واكتسبت مكانتها.
شكّل التكوين القبلي في ليبيا نسيجًا وطنيًا فريداً، فجمعت القبائل بين الانتماء والولاء الوطني في تشكيلٍ فسيفسائي يعكس عمق التعدد الليبي.
في خطاباته الرسمية وإطلالته الإعلامية، يُعبّر الدكتور الصدّيق خليفة حفتر عن تقديره العميق للدور الوطني الذي تلعبه القبائل الليبية، فـ”القبيلة هي العمود الفقري للدولة، وصوتاً لا يُستغنى عنه في بناء الوطن”.
ويعتبر أن مشايخ وأعيان ليبيا هم أكثر الشخصيات قدرة على تدعيم الوحدة الداخلية، لأنها تنبع من الواقع، وتحمل فهمًا أصيلًا لطبيعة المجتمع، وقد دعا الدكتور حفتر مرارًا في إجتماعته مع كافة مكونات المجتمع إلى إدماج هؤلاء في الحوار الوطني، انطلاقًا من قناعته بأن الحلول الوطنية الحقيقية تبدأ من الداخل، لا من الطاولات الخارجية.
ولا يغيب عن المشهد أن القبائل الليبية، شكّلت سياجًا حاميًا للهوية الوطنية، وأثبتت التجربة أن الليبيين على اختلاف قبائلهم، يجتمعون على حب ليبيا، وأنهم حين يُمنحون الفرصة لبناء السلم، فإنهم يضعون الوطن أولاً، هذا التماسك الذي حافظ على وحدة البلاد في وجه محاولات التفتيت، هو دليل حيّ على قوة الروابط القبلية.
