Connect with us

أخبار ليبيا

التوافقُ الدوليّ حول ليبيا.. يتقاطعُ مع رؤية الدكتور الصدّيق حفتر

تعقيداتٌ سياسية تمرّ بها دولة ليبيا منذ أكثر من عقد، ومعها يتعزز على الساحة الدولية موقف واضح يزداد رسوخًا: “لا سبيل إلى استقرارٍ دائمٍ في ليبيا إلا عبر حلٍّ وطنيٍّ داخليٍّ خالص، ينبثقُ من إرادة الليبيين أنفسهم”.. هذا التوجه، الذي أصبح اليوم حجر الأساس في التصريحات والمواقف الدولية، ينسجم بوضوح مع ما يؤمن به الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، الذي لطالما صرّح وشدّد في لقاءاته الإعلامية مع القنوات التلفزيونية العالمية وخطاباته الرسمية على أن “القرار الليبي لا يُصنع في الخارج، بل ينبع من الداخل، فالشعب الليبي قادر على إدارة شؤونه وتحديد مستقبله”.

منذ سنوات، ظل الدكتور حفتر يرفع شعار: “الحل ليبي-ليبي”، متمسكًا بضرورة فتح أبواب الحوار الوطني، وداعيًا إلى تحكيم العقل والمصلحة العامة فوق كل اعتبار، واليوم، تتقاطع هذه الرؤية مع موقف الكثير من العواصم المؤثرة.

مصر، الحليف التاريخي لليبيا، أعادت التأكيد على هذا المبدأ في أكثر من مناسبة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شدد على أن “الحل لن يأتي إلا من خلال توافق بين أبناء الشعب الليبي أنفسهم”، في إشارة واضحة إلى دعم بلاده لأي مسار حواري وطني لا يفرضه الخارج.

الموقف ذاته يأتي من روسيا، التي عبرت على لسان مسؤوليها عن دعمها الكامل لأي تسوية تنطلق من الداخل الليبي، فالخارجية الروسية أوضحت أن أي حل يُفرض من الخارج لن يُكتب له النجاح، مشددة على أن دور المجتمع الدولي يجب أن يقتصر على تسهيل الحوار، لا فرض اتجاهاته.

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أصبحت تميل خلال الأشهر الماضية إلى مقاربة مختلفة، أكثر واقعية، تقوم على دعم الحوار الداخلي، وقد صرّح مسؤولون في واشنطن بأن ليبيا تحتاج إلى “قيادة نابعة من أبنائها”، في إشارة إلى رفض الحلول المفروضة من الخارج.

هذا إضافة إلى الموقف التونسي الصريح حول الوصول إلى حل سياسي ليبي-ليبي يحترم سيادة البلد ووحدة أراضيه، بعيدا عن أيّ تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وهو موقف مشابه لموقف الجزائر، التي أكدت مراراً أنّ حلّ الأزمة الليبية لن يأتي إلا عبر مسار ليبي- ليبي.

هذه المواقف الدولية، تتطابق مع الرؤية التي يطرحها الدكتور الصدّيق حفتر، الذي كان من أوائل الأصوات التي حذّرت من خطورة الاعتماد على الخارج، داعياً إلى لملمة الصف الليبي من الداخل. ففي تصريحات سابقة، قال الدكتور حفتر: “إن كل تجربة استعانت بالخارج انتهت إلى فشل وإلى مزيد من الانقسام، أما ليبيا، فلا خلاص لها إلا إذا اجتمع أبناؤها على كلمة سواء، بعيدًا عن كل أشكال الإملاء أو الارتهان”، هذا الموقف لم يعد اليوم استثناءً، بل بات يمثل قناعة متزايدة لدى دوائر القرار الدولية.

Continue Reading