Connect with us

أخبار ليبيا

مبادرةُ الدكتور الصدّيق حفتر.. أكاديمية إعداد القيادات السياسية.. ركيزةٌ لبناءِ دولة المؤسسات

في سياق التحولات الكبيرة التي تشهدها ليبيا، تبرز مبادرة إنشاء أكاديمية وطنية لإعداد القيادات السياسية كخطوة محورية في مسار بناء دولة المؤسسات، وذلك في إطار الرؤية الوطنية الشاملة للدكتور الصدّيق خليفة حفتر، التي تضع التعليم، والكفاءة، والوحدة الوطنية في صلب مشروع النهوض.

تستند هذه المبادرة إلى قناعة راسخة بأن المرحلة المقبلة تتطلب نخبة سياسية جديدة، واعية وراسخة، تستمد شرعيتها من انتمائها للوطن والتزامها بخدمة الشعب، لا من الولاءات الشخصية أو الحسابات الضيقة. ومن هنا، تأتي أهمية هذه الأكاديمية التي تهدف إلى تأهيل كوادر سياسية تجمع بين العلم والانتماء، وبين الرؤية والقدرة التنفيذية.

وقد كرّر الدكتور حفتر في كلماته وخطابته الرسمية أن هذه المبادرة في سياقها الأوسع، تكشف عن فلسفة وطنية ترى في المصالحة لا مجرد شعار، بل قاعدة للانطلاق نحو المستقبل، وبوابة لتوحيد الجهود، واستعادة الوطن لوعيه ووحدته.

ويؤكد الدكتور الصدّيق أن زمن المجاملة والواسطة قد ولى، وأن المرحلة القادمة هي لعصر الكفاءات، الذي لا مكان فيه إلا لمن يحمل علماً راسخاً، وانتماءً صادقاً، وقدرة على العطاء. وخاطب الشباب بلهجة المؤمن بإمكاناتهم، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا في مقدّمة الصفوف، لا في المقاعد الخلفية، لأن الوطن لا يُبنى بالتفرج، بل بالفعل والمبادرة.

في ظل هذه الرؤية المتقدمة، يجب أن يُفسح الطريق لأصحاب الكفاءة والرؤية والنزاهة. وهنا تبرز الأكاديمية الوطنية كمنارة لهذا التحول التاريخي، تُعيد الاعتبار للجدارة، وتمنح الأمل لجيلٍ يرى في الوطن مشروعًا مستقبليًا لا ساحة صراع.

ترتكز رؤية الأكاديمية على صياغة نموذج جديد للقيادة، يقوم على الوعي العميق بمفهوم الدولة، والالتزام الجذري بقيم المواطنة، والقدرة على ترجمة الرؤى الوطنية إلى سياسات واقعية. إنها رؤية تؤمن بأن بناء الإنسان القائد لا ينفصل عن بناء الدولة، وأن النهضة لا تُستورد، بل تُصنع محليًا في مؤسسات تؤمن بالعلم والحوار والانفتاح المسؤول.

أما أهدافها فتتمحور حول إعداد جيل جديد من القادة المؤهلين علميًا ووطنيًا، عبر برامج رصينة تستند إلى مناهج الفكر السياسي المعاصر، والإدارة العامة، وأخلاقيات الحكم، مع ترسيخ ثقافة المساءلة والشفافية والانتماء للوطن. كما تسعى الأكاديمية لأن تكون فضاءً مفتوحًا للحوار السياسي الرشيد، ومشتلًا لتفريخ الأفكار، وجسرًا متينًا بين ماضي ليبيا ومستقبلها.

Continue Reading