رؤيةُ الدكتور الصدّيق حفتر في الطاقاتِ المتجددة.. استثمارٌ في الأرض ونهضةٌ بالزراعة والمياه

مع اتجاهِ دولِ العالم نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، وتصاعد التحديات المرتبطة بشحّ المياه وتراجع الإنتاج الزراعي، برزت في ليبيا رؤية متكاملة للدكتور الصدّيق خليفة حفتر، تقوم على استثمار موارد البلاد الطبيعية من الشمس والرياح، وربطها بمشاريع التنمية الزراعية وتأمين المياه، في إطار خطة وطنية تستند إلى مفهوم التنمية المستدامة وتعزيز الاستقلال الاقتصادي.

انطلقت هذه الرؤية من إدراكٍ لأهمية جغرافية ليبيا، التي تمنحها مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية المفتوحة، تحت الشمس الساطعة معظم أيام السنة، ما يجعلها مؤهلة لأن تكون من الدول الرائدة في إنتاج الطاقة المتجددة في المنطقة، وبنظرة واقعية تتجاوز الخطابات السياسية، يشدد الدكتور حفتر على تحويل الطاقة المتجددة إلى رافعة تنموية تشمل قطاعين متشابكين: الزراعة والمياه.

في صلب هذا المشروع تأتي الطاقة الشمسية، العمود الفقري للخطة، لا بوصفها مصدرًا بديلًا للكهرباء فحسب، بل محرّكاً أساسياً لعجلة الإنتاج الزراعي، وخاصة في المناطق البعيدة عن الشبكات التقليدية، وقد تضمنت الرؤية إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الشمس في مناطق الجنوب الليبي، تكون مهمتها تأمين الطاقة لمشاريع الري والبيوت الزراعية المحمية، فضلًا عن تشغيل وحدات لتحلية المياه في المناطق الساحلية.

الرؤية تتوسع أيضًا لتشمل مشروعًا متكاملًا لإعادة إحياء الزراعة الوطنية، إذ إن الأمن الغذائي يجب أن يتحول من شعار إلى سياسة عملية، تبدأ من استصلاح الأراضي، وتطوير أنظمة الري.

يؤمن الدكتور حفتر بأنّ تحرُّر البلاد من أزماتها المتكررة لا يكون بالحلول المرحلية، بل ببناء قاعدة اقتصادية حقيقية قوامها الزراعة والمياه والطاقة المتجددة، ويعتبر أن توفير الكهرباء ومصادر المياه في الجنوب كما في الشمال، وفي الريف كما في الحضر، هو جزء من مشروع مصالحة وطنية أشمل، لا يكتفي بتهدئة الخلافات، بل يعمل على إزالة أسبابها من الجذور.

ظلت ليبيا لعقود تعتمد على النفط كركيزة وحيدة لاقتصادها، ولكن هذه الرؤية الجديدة تدفع نحو تنويع مصادر الدخل، وإعادة الاعتبار للأرض والمياه، وتعزيز الاستفادة من الشمس التي تشرق كل صباح على ربوع البلاد دون أن تكلّف خزينة الدولة، إنها رؤية تزرع الأمل، وتضع قدمًا على طريق المستقبل، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى مشاريع حقيقية تُعيد الثقة في الدولة وقدرتها على البناء والإنتاج.