حبُ ليبيا.. وطنٌ يسكنُ القلبَ قبل الأرض

لا يقاس حب الأوطان بمساحة جغرافية أو حدود مرسومة على الخرائط بل يقاس بنبض الأرواح التي تهتف باسمها كل صباح وبقلوب تعشق ترابها مهما اشتدت العواصف.. وليبيا لكل ليبي ليست مجرد اسم في وثيقة رسمية بل هي الذاكرة والهوية والحكاية التي تبدأ من الطفولة ولا تنتهي حتى بعد الرحيل.

في زمن التحولات يبقى حب ليبيا هو الرابط الذي لا ينكسر والسند الذي يجمّع المختلفين حول راية واحدة هذا الحب ليس ترفاً بل هو موقف ومسؤولية ورغبة دائمة في أن نراها كما تستحق مزدهرة آمنة ومتصالحة .

لا يخلو التاريخ من التحديات ولا من الشهداء الذين رووا ترابها بحبهم الأبدي. ولكن حب ليبيا يعني أيضًا أن نحلم لها بيوم أفضل أن نزرع فيها أملًا يثمر مصالحة وعدالة وأن نُبقي في أعيننا صورة الوطن كما يجب أن يكون لا كما فرضته الظروف ،بين السطور يكتب الليبيون حبهم بأفعالهم في بناء مدرسة  في غرس زيتونة، أو حتى في كلمة طيبة تُقال رغم الخلاف.

ولأننا أبناء هذا الوطن فلنجعل من حبّنا له منارة تهدي السفن لا نارًا تلهب الساحات. حب ليبيا لا يحتاج إلى شعارات بل إلى قلوبٍ تفي وأيادٍ تبني وعقولٍ ترى في الاختلاف قوة لا تهديدًا.

ومن بين طيّات الحنين والأمل تبرز ليبيا كقصيدة ينتظر أهلها أن يكتبوها بأحرف من نور من خلال تعليم راقٍ وعدالة شاملة وفرص تنمّي الإنسان قبل الحجر.

حين نحب ليبيا بحق، نحب مستقبل أطفالها، وذاكرة أبطالها، وطموحات شبابها.