قصةُ الأدبِ في ليبيا – بقلم الدكتور الصدّيق خليفة حفتر

هذا كتابٌ أنصحُ بهِ أبناءَنا الطّلبةَ في الثّانوياتِ والجامعاتِ، وأقترحُهُ على كلِّ مَن يهمُّهُ أن يعرفَ قليلاً من كثيرٍ عن تاريخِ بلادِنا الناصعِ الذي ساهمنا نحنُ غيرَ متعمِّدينَ في عدمِ الإضاءةِ عليهِ بالقدرِ اللّازمِ. وحكايةُ كتابِ “قصّةُ الأدبِ في ليبيا العربيّةِ” أنَّ أديبًا مصريًّا شهيرًا هو الدكتورُ محمد عبد المنعم خفاجي درَّسَ في جامعاتِ بلادِنا، وحينَ أُوكلَ إليهِ تدريسُ مادّةِ “الأدبِ الليبيِّ” لم يجدْ كتابًا جامعًا يُعتمَدُ عليهِ، فنذرَ نفسَهُ لهذه المهمّةِ، وقالَ عن ذلكَ: “ومن أجلِ بلوغِ هذه الغايةِ استعنتُ بشتّى المراجعِ القديمةِ والحديثةِ، المخطوطةِ والمطبوعةِ والصّحفِ والمجلّاتِ، ورجعتُ إلى المعاصرينَ أستمعُ إليهم، وقمتُ برحلاتٍ إلى بلدانِ ليبيا القريبةِ والبعيدةِ”. ونتيجةً لهذا الجهدِ الكبيرِ ألّفَ لنا كتابًا من أكثرَ من خمسمئةِ صفحةٍ، تتبّعَ فيهِ الأدبَ والأدباءَ اللّيبيينَ منذُ الفتحِ الإسلاميِّ إلى نهايةِ القرنِ العشرينَ. وقد كتبَ الدكتورُ إبراهيم رفيدة الذي قدّمَ للكتابِ: “أشهدُ أنَّ العملَ الذي قامَ بهِ الصَّديقُ العلّامةُ رائعٌ وجليلٌ ومفيدٌ وجديدٌ، وفيهِ النّفعُ لكلِّ من يريدُ الوقوفَ على أخبارِ الماضي الأدبيِّ لليبيا العربيّةِ الخالدةِ”. وأهمُّ ما في الكتابِ – إضافةً إلى إحاطتِهِ بأدبِ ليبيا وتاريخِها – أنَّ القارئَ يتفاجأُ بكثيرٍ من أسماءِ أدباءَ مشاهيرَ لم يكنْ يعرفْ أنَّهم ليبيّونَ، بعضُهم يُنسبُ إلى بلدانٍ مجاورةٍ شقيقةٍ، كما نجدُ في هذا الكتابِ إضافةً إلى المعلوماتِ نماذجَ من نصوصٍ وقصائدَ جميلةٍ تجعلُنا نقولُ باعتزازٍ بعد أن ننتهيَ من قراءتِهِ: كم من جمالٍ مخفيٍّ فيكِ يا بلادي!