الدكتور الصدّيق حفتر.. ورؤيةٌ استراتيجية لتعزيز الشراكة الليبية – اليونانية

في قلب البحر الأبيض المتوسط، تقف ليبيا واليونان كجارتين تربطهما صلات قديمة، تتجاوز الجغرافيا إلى عمق التاريخ، فمنذ العصور الإغريقية الأولى، وُلدت روابط حضارية بين الضفتين الشرقية والجنوبية للمتوسط، حيث شكّلت مدينة قوريني الليبية (شحات اليوم) واحدة من أقدم المستعمرات الإغريقية خارج الأراضي اليونانية.

بعيدًا عن التاريخ، فإن حاضر ليبيا واليونان لا يقل أهمية، فالتحديات التي تواجهها المنطقة المتوسطية، من قضايا الأمن البحري إلى الطاقة والاقتصاد، تضع البلدين أمام ضرورة تعزيز التعاون وتفعيل الشراكات.

اليونان اليوم تمثل بوابة مهمة إلى الاتحاد الأوروبي، ولديها خبرات متقدمة في مجالات الملاحة والنقل البحري والطاقة المتجددة.

في المقابل، تشكّل ليبيا بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية موردًا حيويًا للاستثمار، وسوقًا واعدًا في مرحلة ما بعد الاستقرار، هذا التداخل في المصالح الاقتصادية يُمثل فرصة حقيقية لبناء علاقات متوازنة تخدم الطرفين دون إخلال بسيادة أي منهما.

ومن هذا المنطلق يؤمن الدكتور الصدّيق خليفة حفتر بأهمية بناء علاقة راسخة بين ليبيا واليونان، فهو يرى ان ما يجمع ليبيا مع اليونان ليس البحر فقط، بل تاريخ طويل من التعايش الحضاري والثقافي، ويرى في اليونان شريكًا جادًا وصادقًا يمكن أن نؤسس معه مرحلة جديدة من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ويُؤكد على أهمية خلق مسارات تعاون مدني بين المؤسسات التعليمية والثقافية في البلدين، وتفعيل دور الشباب في تبادل الخبرات والبرامج التنموية.

بالتأكيد ان المستقبل بين ليبيا واليونان يحمل إمكانات هائلة، إذا ما أُحسن استثمار الإرث المشترك، بإمكان البلدين العمل على مشاريع تنموية مشتركة، وتفعيل خطوط النقل البحري، وتبادل الخبرات في مجالات متعددة، بما في ذلك حماية الآثار وتنشيط السياحة .

العلاقة بين ليبيا واليونان فرصة للمستقبل، وبرؤية الدكتور الصديق حفتر، التي تجمع بين الواقعية السياسية والوعي الثقافي، يمكن لهذه العلاقة أن تنتقل إلى مستوى الشراكة الدولية.