الأمنُ الإنسانيّ في ليبيا.. أولاً

يُعَدّ الأمن الإنسانيّ من أهمِّ أنواع الأمن والأمان في المجتمعات، فهو يُبنى على أمن الفرد والمواطن والإنسان أولاً، الأمن من خلال التنمية والإزدهار في جميع المجالات. ويمتدّ الأمن الإنسانيّ ليشمل حياة الأفراد في منازلهم وفي وظائفهم وفي كل مكان. حتى إنه یتشابه في كثیر من الخصائص مع حقوق الإنسان، ما يعني أنّ محوره الأساسيّ هو الإنسان، وهذا ما يتقاطع مع استراتيجيتنا الجديدة في بناء الإنسان في بلدنا ليبيا.
هذه الاستراتيجية تجعل للإنسان كل الأولوية في الحماية، بما ينعكس إيجاباً على حياته سواء صحياً، مهنياً، تعليمياً أو إقتصادياً .

فعلى سبيل المثال، يُعَدّ الأمن الصحي وجهاً من أوجه الأمن الإنساني، لأنّ المحافظة على حیاة الأفراد وصحّتهم هي لُبّ الأمن، وتشمل أیضاً على الحقّ في السلامة الجسدیة والنفسیة.

ثمّة نوعٌ ثانٍ من الأمن، هو الأمن الاقتصادي، الذي يعني امتلاك الفرد الوسائل المادية، التي تسمح له بضمان حياة مستقرة وآمنة، ما يولِّد لديه الشعور بالأمن الاقتصادي.
لكن يبقى أهمّها الأمن السیاسيّ الذي يُعَدّ من أهمِّ ركائز الأمن في كل بلد، لأن اختلاله یؤدي إلى اضطراب الحیاة داخل المجتمع، وینتشر هذا الاضطراب لیمَسَّ مباشرةً القطاعات الأخرى كافةً بما يؤثر سلباً على حياة المواطن من كل النواحي.
وفي الختام، من المؤسف بروز مجموعة من المؤشِّرات التي تعبِّر عن انعدام الأمن الإنساني في بعض دول العالم بسبب الحروب، وذلك بدل من الاهتمام بأمن لإنسان من بوابة التعلیم والرعایة الصحیة والتنمیة الاقتصادیة.