أخبار ليبيا
آنَ الأوانُ للجبلِ الأخضر أن ينهضَ بثرواته

في شرقِ ليبيا، يمتدُّ الجبل الأخضر كلوحة طبيعية نادرة، تحتضنها مدن عريقة كدرنة والبيضاء وشحات والمرج، في مشهد يجمع بين التاريخ والطبيعة والهوية الليبية الخالصة.
وقد لا يعلم الكثيرون ان الجبل الأخضر هو كنز اقتصادي يمكن أن يتحول إلى أحد أركان التنمية الشاملة في ليبيا، فيه تتوفر مقومات نادرة يصعب تكرارها في أي منطقة أخرى من البلاد، المناخ المعتدل، والتربة الغنية، والمياه الوفيرة، كلها عوامل تجعل من الجبل الأخضر بيئة مثالية للاستثمار الزراعي الحديث.
غير أن الزراعة ليست وحدها ما يميّز الجبل الأخضر، فالسياحة فيه قصة أخرى تنتظر أن تُروى، من آثار قورينا العتيقة، إلى سواحل سوسة ومرتفعات شحات، مرورًا بالينابيع الطبيعية والغابات الكثيفة، يقدم الجبل الأخضر تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والبعد الحضاري، ومع توفّر الإرادة السياسية، والبنية التحتية المناسبة، يمكن للمنطقة أن تتحول إلى وجهة عالمية للسياحة البيئية والثقافية.
الدكتور الصديق حفتر، يؤمن بأهمية الجبل الأخضر، معتبرًا إياه ثروة حقيقية لم تُستثمر بعد ويؤكد أن المنطقة بحاجة إلى رؤية متكاملة تضعها في صدارة أولويات التنمية الوطنية، موضحًا أن ليبيا قادرة على بناء نموذج تنموي متفرد، يبدأ من الجبل الأخضر، وينتشر نحو باقي المدن والمناطق.
ويرى أن الاستثمار في هذه المنطقة يجب أن يكون قائمًا على احترام طبيعتها وهويتها، لا على استنزاف مواردها، داعيًا إلى إشراك الشباب والقطاع الخاص في هذا التوجه الوطني.
إن الجبل الأخضر، بكل ما فيه من خيرات وجمال، ليس فقط فرصة اقتصادية، بل مسؤولية وطنية، حمايته وتطويره واجب وطني، بل ضرورة لمستقبل ليبيا، فقد يتحول قريباً إلى عنوان جديد لنهضة ليبية تنطلق من قلب الطبيعة، وتُعيد رسم ملامح الأمل.
