خاص الدكتور الصديق حفتر
دور القبائل محوريّ في إنجاز المصالحة الوطنيّة، وهي جزء حيويّ من المجتمع اللّيبيّ

تعدّ المصالحة الوطنيّة من أهم الرّكائز التي تنطلق منها الأمم للنّهوض والتطّور والرقيّ بواقعها، كما أنّها تعبّر عن الإرادة وعن أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها في بناء السّلام والتّسامح، وتعزيز أواصر الحسّ الوطنّي والثّقة بين اللّيبيّين، ويعدّ مفهوم المصالحة الوطنيّة مفهومًا قيّمًا سلوكيًّا، إضافة إلى بعده السياسيّ والوطنيّ، وعليه يجب علينا التّعامل مع المصالحة الوطنيّة بحساسيّة وبعمق فكريّ، بهدف خلق علاقات سليمة مبنيّة على دور القبائل في تحقيق المصالحة .
وانطلاقًا من دورنا كرئيس المفوضيّة العليا للمصالحة الوطنية، فإنّ المسالمة والمصافاة وقيم التّسامح وإزالة آثار صراعات الماضي وكلّ أسباب الخصام هي على رأس أولويّاتنا، كما سيكون للقبائل دور رئيسيّ في إنجاز وتحقيق هذه المصالحة، حيث نعوّل عليها في: نشر ودعم وتوسيع القيم الوطنيّة، كالانتماء للوطن ونشر ثقافة الحوار ودعمها، بالإضافة إلى التّشجيع والتّحفيز على المصالحة الوطنيّة بين الأطراف المتنازعة، فضلًا عن مشاركتها في توحيد الجهود على أسس اجتماعيّة وقبليّة لتجنّب الأخطار التي تنعكس سلبًا على وحدة بلدنا الحبيب ليبيا.
إنّ القبائل تمثّل جزءًا حيويًّا من المجتمع، فهي تعمل على تعزيز الديمقراطيّة وحقوق المواطن، وتشجّع على إحلال السّلم والوئام والفهم بين جميع المكوّنات الاجتماعيّة.
في الواقع إنّه على الرّغم من كلّ التّحدّيات التي واجهتها القبائل اللّيبيّة بقي موضوع المصالحة في أذهان أغلب قياداتها، الذين آمنوا بالانتماء الوطني وتضافر الجهود من أجل بناء غد أفضل للأجيال القادمة، والتّعايش بسلام بين فئات المجتمع المختلفة دون إقصاء أو تهميش، وضمن مظلّة الأمن والأمان.
ونحن نقدّر عاليًا هذا الإيمان لدى القبائل، ونضمّ جهودنا إلى جهودها في تعزيز قدرة الدّولة على ضبط إيقاع حركتها وفق قيم المواطنة والدّيمقراطيّة والسّلم الأهلي، والقادرة على رسم هويّتها الوطنيّة، لأنّ الدّولة القويّة والعادلة هي غاية ووسيلة في الوقت ذاته.
وفي الختام نحن على قناعة بأنّنا أوّل المسؤولين عن حلّ مشاكلنا، لذلك باشرنا بتسخير كافّة الإمكانات، وبتذليل جميع العقبات لإيجاد حلّ لهذه المشاكل، من خلال إنجاح مشروع المصالحة الوطنيّة.
