Connect with us

أخبار ليبيا

إهتمام الدكتور الصدّيق حفتر بمشروع النهر الصناعي: رؤيةٌ مستقبلية تسقي ظمأ الجبل الأخضر

في وقتٍ تتعطش فيه الأرض الليبية إلى الاستقرار والتنمية، يبرز الدكتور الصديق خليفة حفتر كأحد الوجوه الوطنية التي أخذت على عاتقها إعادة إحياء شريان الحياة الليبي: مشروع النهر الصناعي. فبين ثنايا هذا المشروع العملاق، الذي لطالما كان رمزًا للطموح الوطني، تتجسد اليوم رؤية جديدة يقودها الدكتور حفتر، تعيد الأمل لمناطق لطالما ظلت خارج نطاق المياه العذبة لعقود طويلة.

منذ تولّيه الإشراف على ملف النهر الصناعي، أظهر الدكتور الصديق حفتر اهتمامًا استثنائيًا بهذا المشروع الحيوي، لا كأحد مرافق البنية التحتية فقط، بل كركيزة للأمن المائي والاستقرار المجتمعي في ليبيا. وقد عبّر مرارًا عن قناعته بأن “الماء ليس ترفًا، بل حق إنساني وجزء لا يتجزأ من كرامة المواطن الليبي”.

خطة طموحة… ومياه للحياة

يقود الدكتور حفتر حاليًا الجهود نحو تنفيذ الخطة الخامسة لتوسعة النهر الصناعي، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى إيصال المياه العذبة إلى مدن وقرى الجبل الأخضر، التي عانت من العطش والإهمال لأكثر من خمسين عامًا. هذه الخطة تمثل نقلة نوعية في مفهوم التوزيع العادل للثروة المائية، وتعد خطوة جريئة نحو تحقيق التنمية المتوازنة في مختلف ربوع البلاد.

ورغم التحديات الفنية واللوجستية التي تواجه المشروع، يؤمن الدكتور حفتر بأن الإرادة الوطنية والتخطيط العلمي قادران على تحويل الصعاب إلى فرص. فقد شهدت الشهور الماضية زيارات ميدانية ومتابعات حثيثة من قبله، للاطلاع على تقدم الأعمال، والاستماع إلى الفرق الفنية والمجتمعات المحلية، والتأكيد على أن المشروع يسير بخطى ثابتة.

دعم الزراعة… من قلب الصحراء إلى شواطئ الساحل

لا تقتصر أهمية مشروع النهر الصناعي، كما يراها الدكتور الصديق حفتر، على توفير مياه الشرب فحسب، بل تمتد لتشمل إحياء المشاريع الزراعية في ليبيا، سواء في المناطق الصحراوية أو على امتداد الساحل الليبي. فبتوفير مصدر ثابت ومستدام للمياه، يفتح المشروع الباب أمام استصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي القابلة للزراعة، وتحويلها إلى مراكز إنتاج غذائي محلي يمكن أن تسهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.

إن الربط بين المياه والزراعة هو ركيزة أساسية في رؤية الدكتور حفتر، الذي يؤمن بأن النهوض بقطاع الزراعة يشكل حجر الزاوية لأي اقتصاد مستقر. لذلك، تتكامل خطة النهر الصناعي مع جهود دعم المزارعين المحليين، وتوفير المياه بأسعار معقولة، وتشجيع الاستثمار الزراعي في مناطق لم تكن يوماً تحلم بزراعة شجرة أو إنبات سنبلة.

آفاق جديدة للنهر… وآمال معلّقة

لا يكتفي الدكتور حفتر بدور المشرف التنفيذي؛ بل يسعى إلى فتح آفاق جديدة لمشروع النهر الصناعي عبر تبني تقنيات حديثة، وتوسيع قاعدة التعاون مع الجهات البحثية والتمويلية، من أجل استدامة المشروع وضمان استمراريته للأجيال القادمة.

“النهر ليس فقط أنابيب ومضخات، بل هو حياة، وعلينا أن نحمي هذه الحياة”، بهذه العبارة يلخّص الدكتور حفتر فلسفة عمله. إنه يدرك تمامًا أن ضمان تدفق المياه إلى الجبل الأخضر، يعني إحياء الزراعة، تعزيز الاستقرار السكاني، وخلق فرص تنموية لم تكن ممكنة من قبل.

في مشهد معقد كالذي تعيشه ليبيا، يبدو أن التحرك في ملفات كبرى كملف المياه يحتاج إلى رجال يؤمنون بالمستقبل أكثر من الماضي. والدكتور الصديق حفتر، بخطاه الواثقة، يقدم نموذجًا لقائد يرى في الماء بداية لكل تغيير، وفي النهر نبضًا جديدًا للوطن.

فهل نشهد قريبًا شلالات الأمل تنهمر من عمق الصحراء إلى قمم الجبل الأخضر؟

الوقت وحده سيجيب، لكن ما هو مؤكد، أن النية والإرادة بدأت تتجسد على الأرض.