أخبار ليبيا
“معَ أعلامِ ليبيا” – بقلم الدكتور الصدّيق خليفة حفتر

أَهدى الشّيخ الطّاهر الزّاوي كتابَه “أعلامُ ليبيا” إلى الّذينَ يَسرُّهمْ أن يعرِفوا ما لأجدادِهم من أعمالٍ مَجيدةٍ في مختلفِ مجالاتِ الحياة. أي أهداه إلى الأجيالِ الجديدةِ حتّى ترى عظمةَ هذا الوطنِ، وإسهاماتِ رجالِه في كافّةِ آفاقِ الثقافةِ مِن الأدبِ والتاريخِ إلى جهادِ المستعمرينَ والسّياسةِ.
والشّيخُ الطّاهرُ الزاوي كان فقيهًا وأديبًا ولغويًّا ومؤرّخًا، أهّلَته دراستُه الأزهريّةُ المتينةُ لأنْ يكونَ مُفتي ليبيا، وقد جرَّدَ قلمَه لسدِّ ثغراتٍ فيما يُكتَبُ عن وطنِنا، فكتبَ عن “أعلام ليبيا” كتابًا وصفَه بنفسِه فقال عنه بأنّه “أوّلُ كتابٍ مِن نوعِه جمعَ مِن أَعلامِ ليبيا ما لمْ يجمعْه غيرُه، ولمْ يَقتصرْ على نوعٍ واحدٍ مِن هؤلاءِ الأعلامِ، بل تجدُ فيه العالِمَ في أيِّ فنٍّ مِن هذهِ الفنون”
ترجمَ الشّيخ الزاوي في كتابِه لقرابةِ خمسمئةٍ عالمٍ وفقيهٍ وحاكمٍ وقاضٍ ترجمةٍ مكثّفةً دقيقةً، وبعضُ مَن ترجمَ لهمْ عاصرَهم بنفسِه وعرَفَهمْ شخصيًّا. ورغمَ أكثرَ من ستّةِ عُقودٍ مرّت على صدورِه لا يزالُ الكتابُ بمعلوماتِه التي لا نجدُها في كتابٍ آخرَ مصدرًا مهمًّا لمن يريدُ معرفةَ رجالاتِ الوطنِ وعلمائِه. ومع أنَّ “أعلام ليبيا” لم يستوعبْ جميعَ ذوي الشّأنِ إلَّا أنّه كتابٌ مَرجِعيٌّ لا يَستغني عنه مثقّفٌ ولا تخلو منه مكتبةٌ. فقد ترك لنا الزاوي كتابًا خلّدَه بيننا، كتَبه “ليَعلَمَ النّاسُ أنَّ في ليبيا مثلَ ما في بلادِ العالَم، من يَستحقُّونَ الذِّكرَ وتفتخرُ بهمْ الأجيالُ اللّاحقةُ”.
